قال رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر أن «هناك مخاوف حقيقية من أن يكون حزب نداء تونس بوابة لعودة التجمعيين، المتورطين في الفساد " مشيرا الى ان قانون العدالة الانتقالية هو الذي سيقوم بفرزهم قائلا :"نحن أول من نبه إلى الثورة المضادة».
واستبعد بن جعفر في السياق ذاته أن يكون حزب نداء تونس بديلا لحركة النهضة معتبرا أن حزب «نداء تونس» ليس لديه برنامج، مشيرا إلى أن برنامجه مبني على أنه ضد النهضة. وأضاف أن الشعب يعرف كل شخص، وماذا كان يعمل، وماذا كان يفعل قبل الثورة، والقوى التي لا تعادي أحدا هي المرشحة لقيادة تونس لأنها ستمنع التصادم بين التونسيين».
حزب النهضة قد ينجح في الانتخابات القادمة
وبخصوص المشككين في حزب النهضة، أوضح بن جعفر في حوار له مع جريدة الشرق الأوسط نشر اليوم الجمعة 29 مارس 2013، أن الذين يخافون النهضة لا يثقون في أنفسهم، قائلا :"حزب حركة النهضة حزب نجح في الانتخابات، وقد يحقق النجاح نفسه في الانتخابات المقبلة أو أفضل، أو أقل."
وأضاف أن النهضة حزب سياسي "له انتشار شعبي لا ينكره أحد، ولا بد من التعامل معه من هذه الزاوية " و قال : "أنا كمصطفى بن جعفر، أو التكتل، لنا معه علاقة قديمة. في(هيئة 18 أكتوبر) التي كانت تجمع كل الأطياف من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ونحن نحكم اليوم على ما نشاهد لا على ما نتخيل، وما نشاهده هو أن حركة النهضة حزب أغلبية يتصرف كأية حزب أغلبية آخر".
و بين بن جعفر أن حزب النهضة أثبت أنه قادرة على تقديم التنازلات سواء فيما يتعلق بصياغة الدستور، أو تشكيلة الحكومة الجديدة و"هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حركة النهضة قادرة على تفهم الأوضاع والأخذ بعين الاعتبار مستلزمات المرحلة" بحسب تعبيره .
هذا و يجدر التذكير بأن حزب التكتل داخل المجلس الوطني التأسيسي شهد العديد من الانشقاقات و التحاق المنشقين منه بالتيار الإصلاحي للحزب و ذلك نتيجة ما اعتبره المنشقين "حياد رئيس الحزب مصطفى بن جعفر عن مبادئ الحزب و ابدائه الولاء التام لحركة النهضة ".
ونفى بن جعفر أن يكون وجود حزبه في «الترويكا»، ورقة ضغط على حركة النهضة، وقال: «النهضة لديها علاقاتها، وهي توظفها في خدمة تونس، وقدمت تنازلات كبيرة من أجل التوافق في تونس»، كما نفى وجود توتر بين بلاده وفرنسا، وقال: «العلاقة مع فرنسا قائمة على المصالح، وكذلك على القيم المشتركة».
رزنامة الانتخابات "رزنامة الجميع "
وحول المقترحات التي تقدمت بها حركة النهضة، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل من أجل العمل والحريات، بخصوص المواعيد الدستورية، والانتخابات، أوضح بن جعفر أن "هذه الرزنامة هي رزنامة الجميع، والكثير من الكتل،" مشيرا الى أن هناك رغبة لدى الترويكا في الخروج من "المؤقت" إلى "الدائم"، والإسراع في إرساء دولة المؤسسات و دولة الشعب، بحسب قوله .
وذكر بن جعفر أن نسق إعداد الدستور" عادي، إن لم يكن سريعا " و ذلك على الرغم من كل ما حصل في المجلس الوطني التأسيسي من تجاذبات، مشيرا إلى أنه يمكن لهذا النسق أن يتحسن بحسب تعبيره.
وقال في السياق ذاته إن : «هذه مسؤولية الأطراف المختلفة داخل المجلس التأسيسي، لا سيما إذا لاحظنا أن البعض يطرح إشكالات لا محل لها من الإعراب داخل المجلس. فعند مناقشة النظام الداخلي، وتحديدا الفصل 104، بقينا شهرين أو 3 أشهر، وللأسف، هناك منطق رفض ما هو آتٍ من الطرف الآخر»، وفق تعبيره.